الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

نحن نتعامل مع الله وليس مع البشر





كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه، فرفض المأمون بيعه.
...فقرّر ذاك الحصول عليه بالخداع.

وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده، ذهب وتمدّد على الطريق،

وتظاهر بأنه شحّاذ مريض، ولا قوّة له على المشي. فترجّل المأمون عن حصانه، وقد أخذته

الشفقة، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه، وساعده على ركوب

الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان. فشرع

المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف. ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف

ونظر إلى الوراء، فبادره المأمون بهذا القول:

لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً .....

وماهو؟

ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.

ولماذا؟

لأنه قد يوجد يوماً إنسان مريض حقاً ملقى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة. فإذا

انتشر خبر خدعتك، سيمر الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع

مثلي.


مهما وقعت في فخ ومهما وقعت ضحيه ومهما خانك اقرب الناس اليك

كن في مساعده الغير دائما .......

نحن بنتعـــامل مع الله وليس مع البشـــــر

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

الجد والحفيد وسلة الماء




يُحكَي أن في قديم الزمان عاش جد و معه حفيد في مكان جَبَلي  بعيد, و أعتاد الفتي الصغير علي أن يفعل كما يفعل الجد دوماً, وكل يوم كان الجدي يجلس ليقرأ القرآن بعد الإستيقاظ مباشرة, وأعتاد الطفل أن يقوم بفعل ما يفعله الجد.
الا أن الطفل في يوم من الأيام بادر الطفل قائلاً : يا جدي, أنا أحب أن أتبع ما تقول و أفعل ما تفعل, ولكني حينما أقوم بـقرأة القرآن فأني أجد أني لا أفهم منه الكثير, ولا أذكر منه الكثير, فما هي الفائدة من هذا يا جدي؟.
وجاء هذا السؤال حينما كان الجد يَهِمُّ لوضع الفحم بالمدفأة, فأسرع الجد بِقذف كل ما تبقي من الفحم بداخل السلة الي النار, ثم قال للطفل, ارجوك أذهب و أتي بالماء في السلة, وبعدها سأجيب سؤالك.
فَهَمَّ الطفل ليُنَفِذ أمر الجد, وذهب الي جدول الماء وقام بملء السلة بالماء, بينما هو راجع في الطريق, فأذا بالماء يتسرب من السلة حتي ينفذ, فيذهب الطفل مرة أخري الي الجدول و يملئ الماء, وأستمر هذا الحال حتي بلغ التعب مبلغة من الطفل, فما كان منه الا أن ذهب للجد وقال له غاضباً : يا جدي كيف لي أن أحضر لك الماء في السلة, فهو يتسرب, فقال له الجدي أتبعني للجدول, ثم عندما وقفوا علي صفحة الماء, قال الجد للحفيد أملأ السلة بالماء, فقام الحفيد بملائها فما لبثت الماء أن تسربت فقال له الحفيد أرأيت لقد تسربت الماء, إجابة الجد : انظر الي السلة, فنظر الطفل فوجد السلة السوداء الغير نظيفة وقد عادت نظيفة و لونها يشبه ما كانت علية عندما شروها, فقال له الجد : هذا هو ما يفعله القرآن حتي و أن لم تحفظه أو تفعله, فهو ينقي الروح كما نقت الماء السلة.

فلسفة نملة




قيل: سأل سليمان الحكيم نملة : كم تأكلين في السنة ؟؟
فأجابت النملة .. ثلاث حبات ..
 فأخذها ووضعها في علبة .. ووضع معها ثلاث حبات .
ومرت السنة ونظر سليمان عليها .. فوجدها قد أكلت حبة ونصف ...
 فقال لها : كيف ذلك ؟
قالت : عندما كنت حرة طليقه كنت أعلم ان الله لن ينساني ..
 أما بعد أن وضعتني في العلبة فقد خشيت أن تنساني ..
فوفرت من أكلي للعام القادم ..!!!

القلم والممحاة




كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.. ودار حوار قصير بينهما...

الممحاة: كيف حالكَ يا صديقي؟
القلم: لستُ صديقكِ!
الممحاة: لماذا؟
القلم: لأنني أكرهكِ.
الممحاة: ولمَ تكرهني؟
قال القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب
.الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
القلم: وما شأنكِ أنتِ؟!
الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي .
القلم: هذا ليس عملاً!
الممحاة: عملي نافع، مثل عملكَ .
القلم: أنتِ مخطئة ومغرورة .
الممحاة: لماذا؟
القلم: لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحوقالت..
الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقْتِ يا عزيزتي!
الممحاة: أما زلتَ تكرهني؟
القلم: لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
الممحاة: وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً: ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.

سلطان الأباريق





يُحْكَى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الاشراف على الأباريق لحمام عمومى
والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الابريق الى صاحبنا، الذي يقوم باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض،وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه،فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق،فقال مسؤول الأباريق بِتعجب: إذن ما عملي هنا؟!


إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى

مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق!إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات أوفي الجامعات أو المدارس أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس!ألم يحدث معك، وأنت تقوم بانهاء معاملة تخصك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب الا لأنكواجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين،ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج الا لمراجعة سريعة منهثم يحيلك الى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته الا اذا تكدست عنده المعاملاتوتجمع حوله المراجعون.. انه سلطان الأباريق يبعث من جديد!إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله!إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضا على المدراء والوكلاء والوزراء..تجدها في مبادئهم حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتهالكي يوهموك بأنهم مهمون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم!!ولقد جاء في الحديث الشريف(اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق على أمتي فشق عليه) ،ولكنك تستغرب من ميل الناس الى الشدة والى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة،ولا نفكر بالرفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شيم الضعفاء!

هذه هى الدنيا




كان الرجل يتمشي في الغابة وسط الطبيعة الخلابة و الزهور المتفتحه و المنظر الخلاب الذي أضافت علية أشعة الشمس الذهبية روعة وجمال, أحس الرجل انه يملك الدنيا و ما فيها, فالرائحة الذكية للزهور و تغريد الطيور, جعلوه يشعر أنه في وسط الجنة.

وبينما هو في قمة متعته اذا بصوت هدير و زئير قوي يدوي من خلفة, فنظر الرجل إلي الوراء بسرعة فأذا بأسد ضخم كبير يجري وراءه ويريد النيل منه, وما أن رأي الرجل هذا حتي ما لبث يجري بأقصي سرعة حتي يستطيع الافلات من الأسد,  ما أوتي من قوة بغرض الأفلات من الأسد.
وأثناء ما كان يجري إذا به يجد بئر فيقفز فيه بسرعة, وتعلق في حبل الدلو الموجود ولما نظر للأسفل أذ به يلحظ ثعبان ضخم ينتظر من يهبط للبئر حتي ينال منه, ففزع الرجل و أخذ يفكر في سرعة ماذا يفعل, وفجأة يجد الرجل فأرين أحدهم أبيض و الآخر أسود و بدؤوا في قضم الحبل, وعندها لم يعرف الرجل ما الذي يجب علية فعلة, و أخذ الحبل يتأرجح به حتي بدأ يصطدم بجانبي البئر, عندها لمست يد الرجل شئ لزج فعندما ذاقه وجده عسل طعمة انساه ما فيه, فأخذ الرجل يأخذ من العسل, فجأة أستيقظ هذا الرجل من النوم..
وحار هذا الرجل في الحلم الذي عاشه, فما كان منه الا ان ذهب الي أحد العلماء ليطلب منه تفسير لهذا الحلم, فضحك العالم وقال له أن تفسيره بسيط, وفسر له الرجل قائلاً ان الأسد هو ملاك الموت و البئر و الثعبان هم القبر اما الحبل الذي تعلق به فهو العمر, و الفأرين الأبيض و الأسود هما الليل و النهار الذي ينهون عمرك.
وقال له الرجل, وما هو هذا العسل, فرد الشيخ العالم بقوله: العسل هو الدنيا التي أنستك الموت و القبر.