الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

الجد والحفيد وسلة الماء




يُحكَي أن في قديم الزمان عاش جد و معه حفيد في مكان جَبَلي  بعيد, و أعتاد الفتي الصغير علي أن يفعل كما يفعل الجد دوماً, وكل يوم كان الجدي يجلس ليقرأ القرآن بعد الإستيقاظ مباشرة, وأعتاد الطفل أن يقوم بفعل ما يفعله الجد.
الا أن الطفل في يوم من الأيام بادر الطفل قائلاً : يا جدي, أنا أحب أن أتبع ما تقول و أفعل ما تفعل, ولكني حينما أقوم بـقرأة القرآن فأني أجد أني لا أفهم منه الكثير, ولا أذكر منه الكثير, فما هي الفائدة من هذا يا جدي؟.
وجاء هذا السؤال حينما كان الجد يَهِمُّ لوضع الفحم بالمدفأة, فأسرع الجد بِقذف كل ما تبقي من الفحم بداخل السلة الي النار, ثم قال للطفل, ارجوك أذهب و أتي بالماء في السلة, وبعدها سأجيب سؤالك.
فَهَمَّ الطفل ليُنَفِذ أمر الجد, وذهب الي جدول الماء وقام بملء السلة بالماء, بينما هو راجع في الطريق, فأذا بالماء يتسرب من السلة حتي ينفذ, فيذهب الطفل مرة أخري الي الجدول و يملئ الماء, وأستمر هذا الحال حتي بلغ التعب مبلغة من الطفل, فما كان منه الا أن ذهب للجد وقال له غاضباً : يا جدي كيف لي أن أحضر لك الماء في السلة, فهو يتسرب, فقال له الجدي أتبعني للجدول, ثم عندما وقفوا علي صفحة الماء, قال الجد للحفيد أملأ السلة بالماء, فقام الحفيد بملائها فما لبثت الماء أن تسربت فقال له الحفيد أرأيت لقد تسربت الماء, إجابة الجد : انظر الي السلة, فنظر الطفل فوجد السلة السوداء الغير نظيفة وقد عادت نظيفة و لونها يشبه ما كانت علية عندما شروها, فقال له الجد : هذا هو ما يفعله القرآن حتي و أن لم تحفظه أو تفعله, فهو ينقي الروح كما نقت الماء السلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق