الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

نحن نتعامل مع الله وليس مع البشر





كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه، فرفض المأمون بيعه.
...فقرّر ذاك الحصول عليه بالخداع.

وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده، ذهب وتمدّد على الطريق،

وتظاهر بأنه شحّاذ مريض، ولا قوّة له على المشي. فترجّل المأمون عن حصانه، وقد أخذته

الشفقة، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه، وساعده على ركوب

الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان. فشرع

المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف. ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف

ونظر إلى الوراء، فبادره المأمون بهذا القول:

لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً .....

وماهو؟

ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.

ولماذا؟

لأنه قد يوجد يوماً إنسان مريض حقاً ملقى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة. فإذا

انتشر خبر خدعتك، سيمر الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع

مثلي.


مهما وقعت في فخ ومهما وقعت ضحيه ومهما خانك اقرب الناس اليك

كن في مساعده الغير دائما .......

نحن بنتعـــامل مع الله وليس مع البشـــــر

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

الجد والحفيد وسلة الماء




يُحكَي أن في قديم الزمان عاش جد و معه حفيد في مكان جَبَلي  بعيد, و أعتاد الفتي الصغير علي أن يفعل كما يفعل الجد دوماً, وكل يوم كان الجدي يجلس ليقرأ القرآن بعد الإستيقاظ مباشرة, وأعتاد الطفل أن يقوم بفعل ما يفعله الجد.
الا أن الطفل في يوم من الأيام بادر الطفل قائلاً : يا جدي, أنا أحب أن أتبع ما تقول و أفعل ما تفعل, ولكني حينما أقوم بـقرأة القرآن فأني أجد أني لا أفهم منه الكثير, ولا أذكر منه الكثير, فما هي الفائدة من هذا يا جدي؟.
وجاء هذا السؤال حينما كان الجد يَهِمُّ لوضع الفحم بالمدفأة, فأسرع الجد بِقذف كل ما تبقي من الفحم بداخل السلة الي النار, ثم قال للطفل, ارجوك أذهب و أتي بالماء في السلة, وبعدها سأجيب سؤالك.
فَهَمَّ الطفل ليُنَفِذ أمر الجد, وذهب الي جدول الماء وقام بملء السلة بالماء, بينما هو راجع في الطريق, فأذا بالماء يتسرب من السلة حتي ينفذ, فيذهب الطفل مرة أخري الي الجدول و يملئ الماء, وأستمر هذا الحال حتي بلغ التعب مبلغة من الطفل, فما كان منه الا أن ذهب للجد وقال له غاضباً : يا جدي كيف لي أن أحضر لك الماء في السلة, فهو يتسرب, فقال له الجدي أتبعني للجدول, ثم عندما وقفوا علي صفحة الماء, قال الجد للحفيد أملأ السلة بالماء, فقام الحفيد بملائها فما لبثت الماء أن تسربت فقال له الحفيد أرأيت لقد تسربت الماء, إجابة الجد : انظر الي السلة, فنظر الطفل فوجد السلة السوداء الغير نظيفة وقد عادت نظيفة و لونها يشبه ما كانت علية عندما شروها, فقال له الجد : هذا هو ما يفعله القرآن حتي و أن لم تحفظه أو تفعله, فهو ينقي الروح كما نقت الماء السلة.

فلسفة نملة




قيل: سأل سليمان الحكيم نملة : كم تأكلين في السنة ؟؟
فأجابت النملة .. ثلاث حبات ..
 فأخذها ووضعها في علبة .. ووضع معها ثلاث حبات .
ومرت السنة ونظر سليمان عليها .. فوجدها قد أكلت حبة ونصف ...
 فقال لها : كيف ذلك ؟
قالت : عندما كنت حرة طليقه كنت أعلم ان الله لن ينساني ..
 أما بعد أن وضعتني في العلبة فقد خشيت أن تنساني ..
فوفرت من أكلي للعام القادم ..!!!

القلم والممحاة




كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.. ودار حوار قصير بينهما...

الممحاة: كيف حالكَ يا صديقي؟
القلم: لستُ صديقكِ!
الممحاة: لماذا؟
القلم: لأنني أكرهكِ.
الممحاة: ولمَ تكرهني؟
قال القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب
.الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
القلم: وما شأنكِ أنتِ؟!
الممحاة: أنا ممحاة، وهذا عملي .
القلم: هذا ليس عملاً!
الممحاة: عملي نافع، مثل عملكَ .
القلم: أنتِ مخطئة ومغرورة .
الممحاة: لماذا؟
القلم: لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحوقالت..
الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقْتِ يا عزيزتي!
الممحاة: أما زلتَ تكرهني؟
القلم: لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
الممحاة: وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم: ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
الممحاة: لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً: وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً: ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.

سلطان الأباريق





يُحْكَى أن رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الاشراف على الأباريق لحمام عمومى
والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته ثم يرجع الابريق الى صاحبنا، الذي يقوم باعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلا فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض،وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه،فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق،فقال مسؤول الأباريق بِتعجب: إذن ما عملي هنا؟!


إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى

مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج الى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق!إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات أوفي الجامعات أو المدارس أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس!ألم يحدث معك، وأنت تقوم بانهاء معاملة تخصك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب الا لأنكواجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين،ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج الا لمراجعة سريعة منهثم يحيلك الى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته الا اذا تكدست عنده المعاملاتوتجمع حوله المراجعون.. انه سلطان الأباريق يبعث من جديد!إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله!إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضا على المدراء والوكلاء والوزراء..تجدها في مبادئهم حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتهالكي يوهموك بأنهم مهمون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم!!ولقد جاء في الحديث الشريف(اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق على أمتي فشق عليه) ،ولكنك تستغرب من ميل الناس الى الشدة والى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة،ولا نفكر بالرفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شيم الضعفاء!

هذه هى الدنيا




كان الرجل يتمشي في الغابة وسط الطبيعة الخلابة و الزهور المتفتحه و المنظر الخلاب الذي أضافت علية أشعة الشمس الذهبية روعة وجمال, أحس الرجل انه يملك الدنيا و ما فيها, فالرائحة الذكية للزهور و تغريد الطيور, جعلوه يشعر أنه في وسط الجنة.

وبينما هو في قمة متعته اذا بصوت هدير و زئير قوي يدوي من خلفة, فنظر الرجل إلي الوراء بسرعة فأذا بأسد ضخم كبير يجري وراءه ويريد النيل منه, وما أن رأي الرجل هذا حتي ما لبث يجري بأقصي سرعة حتي يستطيع الافلات من الأسد,  ما أوتي من قوة بغرض الأفلات من الأسد.
وأثناء ما كان يجري إذا به يجد بئر فيقفز فيه بسرعة, وتعلق في حبل الدلو الموجود ولما نظر للأسفل أذ به يلحظ ثعبان ضخم ينتظر من يهبط للبئر حتي ينال منه, ففزع الرجل و أخذ يفكر في سرعة ماذا يفعل, وفجأة يجد الرجل فأرين أحدهم أبيض و الآخر أسود و بدؤوا في قضم الحبل, وعندها لم يعرف الرجل ما الذي يجب علية فعلة, و أخذ الحبل يتأرجح به حتي بدأ يصطدم بجانبي البئر, عندها لمست يد الرجل شئ لزج فعندما ذاقه وجده عسل طعمة انساه ما فيه, فأخذ الرجل يأخذ من العسل, فجأة أستيقظ هذا الرجل من النوم..
وحار هذا الرجل في الحلم الذي عاشه, فما كان منه الا ان ذهب الي أحد العلماء ليطلب منه تفسير لهذا الحلم, فضحك العالم وقال له أن تفسيره بسيط, وفسر له الرجل قائلاً ان الأسد هو ملاك الموت و البئر و الثعبان هم القبر اما الحبل الذي تعلق به فهو العمر, و الفأرين الأبيض و الأسود هما الليل و النهار الذي ينهون عمرك.
وقال له الرجل, وما هو هذا العسل, فرد الشيخ العالم بقوله: العسل هو الدنيا التي أنستك الموت و القبر.

الخميس، 28 يوليو 2011

قصة ملك ووزيره وعبدة الأصنام.



يُحكى أنه كان لملكا وزيرا .. يتوكل على الله في جميع أموره ، وفي أحد الأيام قُطِعَ أحد أصابع يد الملك ، وعندما رآه الوزير قال خيرا خيرا إن شاء الله ، وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من اصبعي ..
وبعدها أمر الملك بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خيرا خيرا إن شاء الله وذهب إلى السجن.
وكان من عادات الملك أن يذهب كل يوم جمعةفي نزهة ويصطحب وزيره معه . . . وكعادته خرج في نزهة و حطَّ رحله قريبا من غابة كبيرة.
وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون صنما لهم .. وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونه للصنم .. وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قربانا إلى آلهتهم .. وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قربانا وأطلقوا سراحه ،
 حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع اصبعه (خيرا خيرا إن شاءالله ).
ثم عاد الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي جرت عليه في الغابة .. وقال له فعلا كان قطع الاصبع فيها خيرا لي.. ولكن اسألك سؤال : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خير خير إن شاء الله .. وأين الخير وأنت ذاهب السجن؟.
قال الوزير: أنا وزيرك ودائما معك ولو لم ادخل السجن لكنت معك في الغابة وبالتالي قبضوا علي عبدة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا.

خيراً إن شاء الله..





يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً 
وذات ليلة جاء ذئب فأكل,ديكاً له ,فأخبروه بذلك

 فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً ,ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله .
فضاق أهله بكلامه ذرعاً . ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغارواعليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياحالديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاتهمن القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .

أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!





كانت هذه الحادثة في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبدالعزيز"
حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة التي تُعتبر من الأساطير.
المحاكمة:

نادَى الغلام : ياقُتيبة ( هكذا بلا لقب )



فجاء قُتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع 



ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟



قال : إجْتاحَنَا قُتيبة بجيشه ولمْ يَدْعُنا إلى الإسلام ويُمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..

إلتَفَتَ القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟


قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...



قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟



قال قتيبة : لا إنما باغتناهم ..



قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل .



ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!



لمْ يُصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تدُم المحاكمة إلا دقائق معدودة ، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بِجَلَبَة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يَعُمُّ الجَنَبَات ، ورايات تلوح خلال الغبار ،
 فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..


فيا لله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟
والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم .


صقرُ ولكن........



رُوِيَ أن رجلاً أهدَى للحاكم صقراً من فصيلة ممتازة، ففرح الحاكم به كثيراً وسأل وزيره عن رأيه في الصقر فقال: (إنه قد تربى مع الدجاج) فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلب الوزير أن يطلق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحظ قبل ذلك أن الصقر ينظر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تنظر إلى السماء


إن كلاً منا يتحول تدريجياً ليُشبه من يُجالسه ويُعاشره ويُحادثه، فمن نتحدث معهم يُؤثِّرون على شخصياتنا وتصرفاتنا وإنجازاتنا بشكل كبير قد لا يلاحظه البعض.
 وقد وَرَدَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِه فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ)، وقِيلَ: من عاشَر القوم أربعين يوماً صار منهم. وقيل أيضاً: قُل لي من تُصاحب أقول لك من أنت.

اضحك من قلبك مع قصة عن النفاق يحكيها الشيخ وجدى غنيم..



موسى والسبعون حكيماً..



من قصص بني اسرائيل انه عندما حلَّ الجدب وانقطع المطر اختار سيدنا موسي 
عليه وعلي نبينا السلام سبعين من حكماء بني اسرائيل وخرجوا الي الخلاء للتضرُّعِ الي الله عز وجل ليُنزِلَ عليهم المطر وتَوَقعَ سيدنا موسي ومن معه من الله الاجابة ولكن الله عز وجل لم يستجب.
 فقال سيدنا موسي: يا رب لمَ لمْ تُجب دعاؤنا..
 فقال الله عز وجل: انَّ بينكم رجل عاصٍ اخرجوه من بينكم حتي استجيب دعاؤكم.
فنادي موسي في اصحابه ان بينكم رجل عاص لابد ان يخرج حتي يستجيب الله لنا.
 هنالِك توجه الرجل العاصي بجميع جوارحه الي الله عز وجل مُناجِياً ومُستغفرا ان يا رب استغفرك واتوب اليك فلا تفضحني,فنزل المطر منهمراً.
 فتعجب موسي وقال: يا رب نزلَ المطر ولم يخرُج الرجل العاصي فقال الله عز وجل: يا موسي سترته وهو يعصاني أأفضحه بعدما تاب واستغفر. 



ذَكَاءُ الشافعى ..رحمه الله





كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ويُدبرون له المكائد عند الأمراء .. فأجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له العديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه .. فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة الرشيد الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه بالأمور الفقهية وبدأوا بإلقاء الأسئلة والفتاوى في حضور الرشيد:


فسأل الأول : ما قولُك في رجل ذبح شاة في منزله ثم

خرجفي حاجة فعاد وقال لأهله : كلوا أنتم الشاة فقد

حرمت علي .. فقال أهله : علينا كذلك

فكر قليلاً فأجاب الشافعي : إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح

الشاة على اسم الأنصاب وخرج من منزله لبعض المهمات

فهداه الله إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليه الشاة وعندما

علم أهله أسلموا هم أيضاً فحرمت عليهم الشاةكذلك


وسُئل : شرب مسلمان عاقلان الخمر .. فلماذا يُقام

الْحَدّ على أحدهما ولا يُقام على الآخر ؟

فكر قليلاً : فأجاب إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً.


وسُئل : زنا خمسة أفراد بإمرأة .. فوجب على أولِهم القتل

.. وثانيهم الرجم .. وثالثِهم الحد .. ورابعِهم نصفُ الحدِّ ..

وآخرهم لا شيء؟ 

فكر قليلاً فأجاب : استَحَلَّ الأولُ الزنا فصار مُرتدًا فوَجَبَ

عليه القتل .. والثاني كان مُحصناً .. والثالثُ غيرَ محصنٍ ..

والرابعُ كان عبداً .. والخامسُ مجنوناً.


وسُئل : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته !! .. 

ولما سلم عن يساره بطلت صلاته !! .. ولما نظر إلى

السماء وجب عليه دفع ألف درهم؟ 

فكر قليلاً ثم أجابَ الشافعي : لما سلم عن يمينه رأى زوج 

امرأته التي تزوجها في غيابه فلما رآه قد حضر طلقت منه

زوجته .. ولما سلم عن يساره 

رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته .. فلما نظر إلى السماء

رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم

يستحق سداده في أول الشهر.


وسُئل : ما تقول في إمام كان يصلي مع أربعة نفر في 

مسجد فدخل عليهم رجل .. ولما سلم الإمام وجب على

الإمام القتل وعلى المُصلين الأربعة الجَلد ووجب هدم

المسجد على أساسه ؟

فكر قليلاً فأجاب الشافعي : إن الرجل القادم كانت له زوجة

وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الإمام هذا الأخ وأدعى

أن المرأة زوجة المقتول فتزوج منها .. وشهد على ذلك

الأربعة المصلون .. وأن المسجد كان بيتًا للمقتول .. فجعله

الإمام مسجدًا !


وسُئل : ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب .. فشرب

 حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح ؟

فكر قليلاً فأجاب : إن الرجل شرب نصف القدح فرعف ( أي

نزف ) في الماء المتبقي .. فاختلط الماء بالدم فحرم عليه

ما في القدح !




وسُئل : كان رجلان فوق سطح منزل .. فسقط أحدُهما

فمات فحرمت على الآخر زوجته ؟

فكر قليلاً فأجاب : إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجاً

 ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح .. فلما مات

أصبحت البنت تملك ذلك العبدَالذي هو زوجها فحرمت عليه



إلى هنا لم يستطع الرشيدُ الذي كان حاضرًا تلك المساجلة

أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة

فهمه وحس إدراكه .. وقال لبني عبد مناف : لقد بينت 

فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت.


فقال الشافعي : أطال الله عمر أمير المؤمنين إني سائلٌ 

هؤلاء العلماء مسألة فإن أجابوا عليها فالحمد لله وإلا فأرجو

أمير المؤمنين أن يكفعني شرهم فقال الرشيد لك ذلك

وسَلْهُمْ ما تريد يا شافعي .. فقال الشافعي : مات رجلٌ 

وترك 600 درهم .. فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا

واحدًا .. فكيف كان الظرف في توزيع التركة ؟؟


فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم

الإجابة على السؤال

فلما طال بهم السكوت طلب الرشيد من الشافعي الإجابة

فقال الشافعي : مات هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة 

واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ .. فأخذت البنتان الثلثين وهما

400 درهم .. وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم .. وأخذت

الزوجة الثمنَ وهو 75 درهم .. وأخذ الإثنا عشر أخاً

24درهمًا فبقي درهم واحد للأخت.


فتبسم الرشيدُ وقال :

أكثر الله في أهلي مِنك .. وأمر له بألفي درهم فتَسَلََّمَهَا

الشافعي ووزعها على خدم القصر.